حصار غزة اهانة كبيرة لحكام العرب

----------------------

بسم الله الرحمن الرحيم


أليست هذه أكبر اهانه ان يتم استقبال الرئيس بوش في زيارته للشرق الاوسط بكل ترحيب من حكامنا العرب فيكون الرد منه باعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل لتجتاح وتغتال وتقتل وتحاصر كيفما تشاء؟
اهانه ما بعها اهانه ان تستقبل شخصل في عقر دارك وتكرمه كرم حاتم الطائي وترقص معه فيقابل معروفك بنفث سمه في وجهك!
لقد وصل حكامنا العرب الى حالة من الضعف حتى صار هذا الضعف هو الصفة الملازمة لهم لدرجة انه عندما يذكر امامنا اسم أي حاكم من حكامنا المعاصرين يتبادر الى ذهننا فورا صورة الحاكم الضعيف الذليل المنكسر المغلوب على أمره.
لقد مر العرب والمسلمين في تاريخهم الطويل بحالات من الضعف حتى يئس الضعف منهم وسمعنا عن نماذج كثيره من الخيانه ،قرأنا عن بعض الحكام المسلمين يتحالفون مع الصليبيين ضد حكام آخرين ولكن هؤلاء الحكام يتهمون بالخيانه وتلتصق بهم صفة العماله وينبذهم الجميع حتى يتم التخلص منهم.ولكننا لم نسمع أو نقرا عن جيل كامل من الحكام يتحالفون مع الاعداء ويتسابقون للاعتراف بهم ويتهافتون للتطبيع معهم واقامة العلاقات بل يعطونه السيادة على جزء من أرض المسلمين الا في هذا الجيل من الحكام ولم يكتفوا بذلك فقط بل نراهم يقفون الى جانب الاعداء في اتهام كل من يدافع عن أرضه واسلامه وكرامته بالارهابي الذي يجب محاربته والقضاء عليه.
وهذه الايام يحاصر الصهاينه قرابة المليونين مسلم في غزه ويمنعون عنهم الغذاء والدواء والوقود ويحكمون عليهم بالموت البطيء والتهمه أنهم شعب قوي يرفض الذل والخضوع والتسليم للعدوويسعى فقط لنيل رضا الله.
هذا الحصار كان كفيلا لان يستنهض هؤلاء الحكام لينقذوا ماء وجوههم ولكن للأسف هذا الحصار لم يزدهم الا ضعف على ضعف ووهن على وهن وذل على ذل حتى المظاهرات التى قام بها شعوبهم لم تحرك فيهم ساكنا واذا تحركوا فانهم لا يتحركون الا لقمع هذه المظاهرات واسكات الشعوب.
ولم يكن من أهل غزه امام هذا الصمت والوهن والعجز العربي الا ان هبوا جميعا نسائهم قبل رجالهم وأطفالهم قبل كبارهم لفتح معبر رفح رغما عن أنف أمريكا واسرائيل وحلفائهم ليعلموا العالم أجمع درسا في الصبر والثبات وقوة الاراده .
فشكرا لأهل غزه العظماء الصابرين...
شكرا لهم لأنهم أثبتوا للعالم أجمع أن ارادة الشعب الفلسطيني فوق ارادة الأعداء وأن هذه الاراده لا يمكن كسرها لأنها ارادة مستمدة من قوة الايمان بالله ومن ايمانهم ان النصر من عند الله وأن الظلم لا يدوم مهما كانت عظمة الظالم وقوته.
شكرا لهم لأنهم أثبتوا للشعوب الاسلاميه ان النصر لا يتحقق الا بالرجوع الى الله والتمسك بالدين الاسلامي الحنيف .
شكرا لهم لأنهم أثبتوا للشعوب الاسلاميه أن الايمان ليس مجرد كلمه تقال انما هو حقيقة ذات تكليف ومهام يحتاج الى الصبر والتحمل قال تعالى(أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ،ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان في دينه صلابه زيد له في البلاء)
شكرا لهم لأنهم كانوا السبب في استنهاض الشعوب وتحوبلهم الى مقاومين فاعلين متحررين ولو جزئيا من التبعيه لحكامهم التابعين لأمريكا واسرائيل.
هذا الحصار الظالم لم يزد أهل غزة الا شرف على شرف وقوة على قوة وثبات على ثبات وبالمقابل لم يزدالحكام العرب الا ضعف على ضعف ووهن على وهن وليس لهم منه الا الخزي والعاروالهزيمه.
هذا الحصار برهن على ان هؤلاء الحكام لم ينالوا من الحكم الا اللقب لان الحاكم يجب عليه ان لا يكون تابعا الا لله يحكم بحكم الله ،وقوته يستمدها من قوة الايمان بالله.
ان الزعماء الحقيقيون هناك حيث يحاصر أهل غزه يتألمون مع أهل غزه ويجوعون معهم ويعانون أكثر منهم .
الزعماء الحقيقيون هم الذين سطروا بدمائهم ودماء ابنائهم أروع البطولات واعظم النماذج الاسلاميه في التضحية والفداء.
ولكن رغم ذلك الضعف والوهن الذي يحيط بحكامنا العرب الاأننا على ثقة تامه بأنه سيأتي اليوم الذي سيزول فيه هؤلاء الحكام وان هذه الامه ما زالت قارة على ولادة الجيل الذي سيعيد المجد للاسلام والمسلمين ويطرد المحتل من ارض الاسلام ،ونحن على ثقة بأن نساء المسلمين قادرة على انجاب أمثال خالد بن الوليد وصلاح الدين الايوبي .وأنه مهما اختلفت موازين القوى تبقى حقيقة الايمان ثابتة لا تتغير وان الله لن يخلف وعده بنصر المؤمنين.

-----------------------